top of page

هل يمكن للمسيحيين حضور حفلات الزواج المثلي؟ "بقلم كارل ر. ترومان، من مجلة " فيرست ثينجز



في مقاله الأخير بمجلة "فيرست ثينجز"، يطرح كارل ر. ترومان، سؤالاً محورياً يتصل بتأثيرات الثورة الجنسية في العصر الحديث، وهو: هل يمكن للمسيحيين حضور حفلات الزواج المثلي؟ يرى ترومان أن الثورة الجنسية قد أحدثت تغييرات جذرية في كل شيء، حتى إن الأسئلة التي كانت بسيطة أصبحت معقدة ومحفوفة بالتحديات.

يشير ترومان إلى أن الموافقة على حضور حفل زواج مثلي قد تُفهم على أنها رغبة في عدم إظهار الكراهية أو تجنب الإساءة. ولكن، يحذر ترومان من أن اتخاذ مثل هذه القرارات بناءً على هذه الأسباب قد يعكس فهماً خاطئاً لمعنى الحب والأخلاق في الإيمان المسيحي. يعتبر أن رفض الحضور قد يكون مدفوعاً بالكراهية، ولكن هذا ليس بالضرورة الحال دائماً.

من جهة أخرى، يناقش ترومان الأسباب الواضحة التي قد تمنع المسيحي من حضور حفل زواج مثلي. يشير إلى أن الزواج المسيحي، وفقاً للكتاب المقدس، يرتكز على تكامل الجنسين، وأي زواج ينكر ذلك يتحدى الفهم المسيحي للخلق. يضيف أن الزواج يجب أن يرمز إلى العلاقة بين المسيح والكنيسة، وبالتالي، فإن الزيجات المثلية تعتبر تهكماً على المسيح نفسه.

يؤكد ترومان على أن المسيحيين لديهم مسؤولية أخلاقية للثبات على هذه القضية، معتبراً أن الأهم في أي حفل زواج ليس العروسين كأفراد، بل ما يرمز إليه اتحادهما فيما يتعلق بالمسيح والكنيسة.

ويخلص ترومان إلى أن حضور حفل زواج مثلي يشكل صمتاً في الوقت الذي يجب فيه التحدث، ويشمل موافقة على مراسم تستهزئ بتعليم العهد الجديد وبالمسيح نفسه. يحذر من أن الثمن الذي يدفعه المسيحيون لتجنب جرح مشاعر الآخرين قد يكون باهظاً للغاية، ويعتبر أن استمرار المسيحيين في دفع هذا الثمن يشير إلى مستقبل قاتم للكنيسة.

الصورة: Photo by Maico Pereira on Unsplash

المصدر: First Things

0 comments
bottom of page