الثالوث الأقدس... سرّ الله الواحد في ثلاثة أقانيم
- مارونايت نيوز
- Jul 31
- 2 min read

مارونايت نيوز - قد يبدو مفهوم الثالوث صعب الفهم عند كثيرين، بل يرفضه البعض ظنًّا بأنه يتعارض مع التوحيد. لكن الإيمان المسيحي لا يقوم على أفكار بشرية، بل على إعلان إلهي في الكتاب المقدس، حيث كشف الله عن ذاته كواحد في ثلاثة أقانيم: الآب، والابن، والروح القدس. وليس المقصود ثلاثة آلهة، بل إله واحد في جوهره، بثلاثة أقانيم متمايزين، متساوين، غير منفصلين.
الله واحد في الجوهر
أول ما نؤكّده هو أن الله واحد، وهذا أساس راسخ في الإيمان:
"اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد."(سفر التثنية 6: 4)
لكن هذا الإله الواحد أعلن عن نفسه بوضوح في العهد الجديد بأقانيم ثلاثة، في محبة وشركة أبدية.
الثالوث ظاهر بوضوح في معمودية يسوع
عند معمودية الرب في نهر الأردن، نرى الثالوث حاضرًا:
"اعتمد يسوع... وإذا السموات قد انفتحت... فرأى روح الله نازلًا مثل حمامة... وصوت من السموات قائلًا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت."(متى 3: 16-17)
الابن في الماء،
الروح القدس نازلًا،
الآب يعلن من السماء.
وصية يسوع لتعميد الأمم باسم الثالوث
الرب يسوع نفسه أعطى التلاميذ وصية صريحة:
"فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس."(متى 28: 19)
لاحظ أنه قال "باسم" وليس "بأسماء"، لأن الثلاثة واحد في الجوهر.
في البركة الرسولية: الثالوث مصدر كل نعمة
يختم القديس بولس إحدى رسائله بهذه البركة:
"نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم."(2 كورنثوس 13: 14)
الثلاثة يُذكرون معًا في مساواة وجوهر مشترك.
في بداية رسالة بطرس
"مختارين بمقتضى علم الله الآب السابق، في تقديس الروح، للطاعة ورشّ دم يسوع المسيح."(1 بطرس 1: 2)
هنا نرى عمل الثالوث في خلاص الإنسان:
الآب يختار،
الروح يقدّس،
الابن يفدي.
الله في العهد القديم... يوحي بسرّه
رغم أن الثالوث لم يُعلَن بالكامل في العهد القديم، نرى إشارات رمزية:
"نصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا."(تكوين 1: 26)
كلمة "نصنع" في الجمع، تفتح نافذة على سر الثالوث.
خلاصة إيمانية
الثالوث ليس معادلة رياضية، بل سرّ محبة أزلي بين الآب والابن والروح القدس. كل من يطلب أن يعرف الله حقًا، مدعوّ لأن يتأمل بهذا السر المعلن في يسوع المسيح، ويقبل أن الله هو محبة في ذاته، ويتشارك معنا هذه المحبة في الروح القدس.
Comments