تفسير إنجيل يوحنا 1: 17
- مارونايت نيوز
- 6 hours ago
- 2 min read


الآيات المقابلة في العهد الجديد:
رومية 6:14«فَإِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ.»
غلاطية 2:21«لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ، لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.»
غلاطية 3:24«إِذًا قَدْ صَارَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ.»
رومية 10:4«لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ.»
تيطس 2:11«لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ النَّاسِ.»
الآيات المقابلة في العهد القديم:
خروج 20:1-2«ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلًا: أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.»
مزمور 85:10-11«الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا. الْحَقُّ مِنَ الأَرْضِ يَنْبُتُ، وَالْبِرُّ مِنَ السَّمَاءِ يَطَّلِعُ.»
إرميا 31:31-33«هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا... أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ، وَعَلَى قُلُوبِهِمْ أَكْتُبُهَا.»
تفسير آباء الكنيسة:
القديس يوحنا الذهبي الفم يشرح أن يوحنا الإنجيلي يميّز بين الناموس الذي يُظهر الخطيئة والنعمة التي ترفعها. فموسى نقل الوصايا، أما يسوع فقد منح القوة لتنفيذها. “بموسى أُعطي الناموس” يعني أن الله استخدم خادمه لنقل الشرائع، لكن “النعمة والحق” لم يُعطيا من إنسان، بل صارَا بشخص المسيح، لأن المسيح هو نفسه النعمة المتجسدة.
القديس أغسطينوس يرى في الآية انتقالاً من الحرف إلى الروح. الناموس كتب على ألواح حجرية، أما النعمة فطُبعت على قلوب المؤمنين بالروح القدس. ويقول: “الناموس يأمر ولا يعين، أما النعمة فتأمر وتعين.” أي أن المسيح لم يلغِ الناموس بل أكمله بالحب.
القديس كيرلس الكبير يوضح أن الناموس كان ظلًّا لما سيأتي، والحق ظهر في يسوع. فكل ما كان رمزًا أو طقسًا في العهد القديم تحقق في المسيح. هو “الحق” الذي كشف جوهر الله، و“النعمة” التي أعطت الإنسان إمكانية الاتحاد بالله.
تفسير الكنائس:
الكنيسة الكاثوليكية تفسر الآية على أنها إعلان عن ملء العهد الجديد. فالعهد القديم قائم على الشريعة، أما العهد الجديد فيقوم على النعمة التي تبرر الإنسان بالإيمان بيسوع. النعمة ليست مبدأً نظرياً، بل هي قوة إلهية عاملة في الأسرار والحياة اليومية.
الكنيسة الأرثوذكسية تركز على أن النعمة هي حضور الله الفعّال في المؤمن، والحق هو معرفة الله في شخص ابنه. فالمسيح لم يأتِ ليكسر الشريعة، بل ليحوّلها من التزام خارجي إلى حياة داخلية.
الكنيسة البروتستانتية تشرح النص في إطار مفهوم “التبرير بالإيمان وحده”، أي أن الإنسان لا ينال الخلاص بالناموس أو الأعمال، بل بنعمة الله المجانية في المسيح الذي حقق الحق كاملاً على الصليب.
تفسير الأكاديميين:
من منظور الدراسات الكتابية الحديثة، يرى المفسرون أن يوحنا في هذا المقطع يقدّم مقارنة أدبية ولاهوتية بين العهدين. فعبارة “الناموس بموسى أُعطي” تشير إلى الوساطة البشرية في تلقي الشريعة، بينما عبارة “النعمة والحق بيسوع المسيح صارا” تعني أن الوحي الإلهي بلغ ذروته في شخص المسيح نفسه.الآية تُظهر تطور الوحي من القانون إلى العلاقة، ومن الحرف إلى الروح، ومن العدالة إلى المحبة. إنها جسر بين جبل سيناء وجبل الجلجثة، بين لوحي الحجر والصليب الذي صار الخلاص من خلاله.
Comments