تفسير الآية أفسس 6: 8
- 2 days ago
- 2 min read


الآيات المقابلة في العهد الجديد:
غلاطية 6: 7«لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا.»
كولوسي 3: 23-24«وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ، لَيْسَ لِلنَّاسِ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَنَالُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ.»
متى 25: 40«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.»
رومية 2: 6«الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.»
الآيات المقابلة في العهد القديم:
مزمور 62: 12«وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ، لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ.»
أمثال 19: 17«مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ، وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ.»
إرميا 17: 10«أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى، لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَطَرِيقِهِ، كَثَمَرِ أَعْمَالِهِ.»
تفسير آباء الكنيسة:
القديس يوحنا الذهبي الفم يرى في هذه الآية دعوة إلى المساواة الروحية بين الناس، فالله لا يميّز بين عبد وحر، بل بين من يعمل الصلاح ومن يهمل الحق. كل عمل صالح هو بذرة في تربة الأبدية، والله هو الذي يجازي لا البشر.
القديس أغسطينوس فيعلّم أن الأجر من الرب هو ثمرة النعمة لا مجرد استحقاقٍ بشري. فالله عندما يُكافئ الإنسان على عمل الخير، إنما «يكلّل نعمه هو فينا»، لأن كل صلاحٍ فينا أصله عطية منه. النعمة تسبق العمل وتعينه، ثم تعطيه المجد الذي يليق بالله العامل فينا.
القديس باسيليوس الكبير يضيف أن الخدمة بإخلاص، حتى في أبسط المهام، هي عبادة حقيقية، لأن النية الخالصة تجعل العمل الزمني فعلاً روحياً.
تفسير الكنائس:
الكنيسة الكاثوليكية: ترى في النص تأكيداً لمبدأ العدالة الإلهية المبنية على الحرية والمسؤولية. فالإنسان مدعوّ للعمل الصالح بدافع المحبة، لا الخوف من العقاب، والله هو من يزن النوايا قبل الأعمال.
الكنيسة الأرثوذكسية: تركّز على أن الأجر الإلهي هو شركة في حياة الله نفسها. فالرب لا يعطي مكافأة خارجية، بل يمنح ذاته لمن يسلك في الخير، إذ الخير ليس عملاً أخلاقياً فحسب بل طريقاً إلى الاتحاد بالله.
الكنيسة البروتستانتية: تفسّر الآية ضمن مبدأ "الإيمان العامل بالمحبة"، معتبرة أن الأعمال لا تخلّص بذاتها، لكنها الدليل على الإيمان الحيّ. والمكافأة من الرب هي نتيجة الإيمان الحقيقي الذي يثمر صلاحاً.
تفسير الأكاديميين:
يرى المفسرون المعاصرون أن بولس في هذه الآية يعبّر عن ثورة روحية على البنية الاجتماعية القديمة. فالمجتمع الروماني كان يفرّق بين العبد والحر، لكن في المسيح تزول هذه الحدود. العدالة الإلهية تشمل الجميع على أساس العمل الصالح، لا على أساس الطبقة أو العرق. اللاهوت البولسي هنا يقدّم صورة لإله عادل لا يتحيّز، بل ينصف كل من يسعى إلى الخير بإخلاص.













Comments