خطر الانحراف القيمي والتوطين التربوي في لبنان
- مارونايت نيوز

- 12 minutes ago
- 2 min read

مارونايت نيوز - يعيش لبنان اليوم أزمة تتجاوز حدود الاقتصاد والسياسة، لتطال جوهر هويته القيمية والروحية. فحين تُدرَج في استمارات المدارس خانة تُسمّى “الجنس الثالث”، وحين يُدمج النازحون السوريون بأطفال لبنان في صفوفٍ واحدة تحت شعار “الدمج التربوي”، نكون أمام انحراف مزدوج: انحراف أخلاقي يخالف كلمة الله، وانحراف وطني يمسّ دستور البلاد وكيانها.
من الناحية الإيمانية، ما يُسمّى “الجنس الثالث” هو فكر دخيل يتعارض مع تعليم الكتاب المقدس الذي خلق الإنسان ذكراً وأنثى، لا ثالث لهما. يقول سفر التكوين:
«فَخَلَقَ اللهُ الإِنسَانَ عَلَى صُورَتِهِ، عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ» (تكوين 1:27).ويقول أيضاً:«لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا» (تكوين 2:24).وفي رسالة بولس إلى أهل رومية، يُدين الرسول الممارسات التي تشوّه طبيعة الخلق قائلاً:«اسْتَبْدَلُوا اسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيِّ بِالَّذِي عَلَى خِلافِ الطَّبِيعَةِ» (رومية 1:26).
هذه النصوص المقدسة واضحة في موقفها: الله لا يخلق “جنساً ثالثاً”، بل الإنسان هو الذي يزيّف إرادة الخالق حين يعبث بهويته التي وُهبت له.
أما من الناحية الوطنية، فإنّ دمج الطلاب السوريين بالطلاب اللبنانيين ليس مشروعاً تربوياً بريئاً، بل خطوة سياسية مموّهة نحو التوطين التدريجي. فالتوطين يبدأ عادة بالأطفال داخل الصفوف، ثمّ يمتدّ إلى العائلات في المجتمع، ليُفرغ مبدأ “العودة الطوعية” من مضمونه. إنّ لبنان، بحسب الدستور والمواثيق الدولية التي صادق عليها، ليس بلد لجوء دائم، ولا يُسمح فيه بتجنيس جماعي يخلّ بالتوازن الديموغرافي والتاريخي بين العائلات اللبنانية.
الدستور اللبناني، الذي وُلد من روح الميثاق الوطني، قائم على التوازن بين مكوّنات الشعب اللبناني، أي بين العائلات التاريخية التي سكنت هذه الأرض منذ قرون، وتربطها بها روابط الإيمان والتراث والحضارة. أما دمج غير اللبنانيين في نسيج التعليم الرسمي، فهو اعتداء على هذا التوازن وعلى مفهوم “اللبناني المقيم في أرض أجداده”، الذي يشكّل جوهر فلسفة الدولة اللبنانية.
من هنا، نطالب بوضوح بـ التراجع الفوري عن قرار الدمج غير الدستوري، وفتح تحقيق شفاف في خلفياته، إضافة إلى استقالة وزيرة التربية ريما كرامي، التي سمحت بقرارات تمسّ سيادة لبنان الروحية والدستورية في آنٍ واحد.
لبنان ليس أرض تجارب لأفكار دخيلة ولا ساحة لإعادة صياغة هوية الإنسان.لبنان هو أرض الرسالة، التي قال عنها البابا يوحنا بولس الثاني: «لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة حرية وتعددية للشرق والغرب».
الصورة: ivan-aleksic-PDRFeeDniCk-unsplash
للقراءة: حين تتحوّل المساواة إلى دينٍ جديد: كيف تتصادم فلسفة الـWoke مع الإيمان المسيحي؟













Comments