داعس والصخراء
- Alfred Baroud الفرد بارود

- Sep 30
- 2 min read

مارونايت نيوز - لبنان - منذ نيلها الثقة وحتى اليوم، لم تتمكن الحكومة الحالية من تحقيق أي إنجاز يُذكر. عجز كامل في الإصلاحات، غياب تام للخطط، وفشل ذريع في الملفات الأساسية. وللتغطية على هذا الواقع المرير، افتعلت الحكومة معركة جانبية حول إضاءة صخرة الروشة، محوّلة موضوعًا عابرًا إلى أزمة وطنية كبرى لتتلطى هي ورئيسها وراءها.
وقبل ذلك، تلطّت الحكومة مرارًا خلف ملف سلاح حزب الله لتبرير عجزها، وها هي اليوم تعيد الكرّة، مستخدمة صخرة الروشة كستار جديد تخفي خلفه فشلها الكامل. المفارقة أنّ رئيس الحكومة الذي لم ينجح حتى اللحظة في تحقيق أي إنجاز حقيقي، يوجّه سهامه الإلكترونية نحو رئاسة الجمهورية، محاولًا تحميلها المسؤولية وكأنها صاحبة القرار التنفيذي في البلاد.
لكن العودة إلى اتفاق الطائف تُظهر بوضوح أن صلاحيات رئاسة الجمهورية تغيّرت، وأن السلطة التنفيذية مناطة بمجلس الوزراء ورئيسه. من هنا، لا يمكن القبول بعد اليوم باستهداف موقع رئاسة الجمهورية للتغطية على فشل الحكومة، خصوصًا أنّ رئيس الجمهورية لم يعد الممسك الفعلي بزمام القرارات التنفيذية كما كان قبل الطائف.
اليوم، معركة "داعس والصخراء (الغبراء)" تتبدّى في مشهدها الواضح: حملة عشواء على رئيس الجمهورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقالات لكتّاب مأجورين وظهور لناشطين على المنصات الإعلامية، كلّها أدوات لذرّ الرماد في العيون. لكن الحقيقة أبسط وأوضح: من هو المسؤول عن إضاعة الفرص على اللبنانيين؟ ولماذا ألّف الرئيس سلام حكومة تشبه سالفاتها، مع فارق وزير واحد، وكأنّ هذا التفصيل قد يقدّم أو يؤخّر؟ أليس هذا إلا تلاعبًا بمشاعر الناس؟
الحقيقة أنّ عدم الجزم في القرارات المصيرية بموضوع السلاح خارج الدولة هو الذي يضعفها، لا نيشان ينتهي معلقًا في خزانة! فلبنان لن يُبنى على الرمزية الفارغة بل على القرارات الجريئة.
وإذا كان استدعاء قائد الجيش إلى جلسة لمطالبة بخطة هو الحل، فإن ذلك لا يعني إلا أنّ الدولة بكاملها تتلطى خلف موظف من الفئة الأولى. أو كَقرار غير مبني على قرار حكومي جازم وصارم وواضح ونرمي بالجيش وقائده في كتلة النار السياسي والميداني — فإذا نجحت يقطفها رئيس الحكومة، وإذا فشلت يتنصل منها. فإذا كنتم عاجزين عن اتخاذ قرار بأنفسكم، فالاستقالة الآن أشرف من الاستمرار في مسرحية الانهيار.
اليوم حكومة الرئيس نواف سلام أمام تحدٍّ حقيقي: القيام بإنجاز واحد على الأقل يفيد اللبنانيين في حياتهم اليومية. فالمعارك الوهمية من نوع "داعس والصخراء" لا تفيد أحدًا، بل تخدم أعداء لبنان عبر تغذية الانقسام، فيما اللبناني ينتظر إصلاحًا يلمسه في لقمة عيشه ودوائه وأمانه.
أم سنتوقّع تصريحًا ناريًا جديدًا على قاعدة: "ما خلّونا"؟
الفرد بارود













Comments