top of page

مار مارون: الرجل الذي صاغ روحانية الحرية


ree

مارونايت نيوز - تخلى عن الضجيج ليصغي إلى الصوت الذي لا يُسمع إلا في الصمت. رفض المراكز والقصور ليقيم في قلب الطبيعة، قرب جذع شجرة، وتحت سقف من نجوم، وفي عزلة ليست هروبًا بل مواجهة.

مار مارون، ناسك القرن الرابع، لم يدخل التاريخ من باب السلطة، بل من باب الروح. عاش على تخوم قورش، في شمال سوريا، بين الصخور والأشجار، لا يطلب شيئًا سوى الله. لا تهمّه شهرة، ولا يخشى عزلة. تجرّد من كل ما يربطه بالأرض، ليتحرر من كل ما يعطّله عن السماء.


Pilgrimage to Lebanon
Buy Now

لم يكتب كتابًا، ولم يدوّن عقيدة، لكنه أطلق نارًا لا تزال تتّقد. نارًا صامتة، روحانية تنبض بالحرية، عابرة للأزمنة. لم يكن قائدًا عسكريًا، ولا مشرّعًا سياسيًا، بل قائدًا في الاتجاه المعاكس. من نسكه خرج تيار روحي، ومن تلاميذه نشأت مدرسة، ومن صلاته ودموعه وهدوئه نشأت كنيسة.

الكنيسة المارونية ليست مؤسسة فقط، بل تجلٍ لهذه الروح. روح مار مارون. اختارت الفقر لتكون غنية بالإيمان، واختارت الجبل لتكون شاهدة لا تابعة، واختارت الشهادة بدل التماهي مع أي سلطان.

مارون لم يؤسّس طائفة، بل أيقظ ضميرًا. لم يبنِ جدرانًا، بل فتح أفقًا. كلّ من سار على دربه، لم يكن فقط ناسكًا، بل شاهدًا بأن الإنسان يستطيع أن يكون حرًا، حتى في أحلك ظروف القهر والجهل والانحطاط.


Era of Lebanon
Buy Now

الشباب الماروني الذي يريد أن يفهم مارون، لا يحتاج إلى دروس طويلة، بل إلى لحظة صدق مع الذات. لحظة يسمع فيها هذا السؤال: هل أعيش إيماني كخيار حرّ؟ هل أبحث عن الجوهر أم أركض خلف القشور؟ هل أعيش كما عاش مار مارون... رجلًا حرًا، يعرف أن الحرية الحقيقية تبدأ حين يتخلّى الإنسان عن ذاته ليكسب نفسه؟

الفرد بارود

header.all-comments

ratings-display.rating-aria-label
header.no-ratings-yet

comment-box.add-a-rating
bottom of page