«مجد لبنان أُعطي له»… المسيح هو المجد، والموارنة شهود تكريس لبنان له
- Alfred Baroud الفرد بارود

- Aug 27
- 2 min read

مارونليت نيوز مجد لبنان أعطي له - بكركي - في كل مرة يهتزّ لبنان، تنهض أصوات تستهدف بكركي وكأنها أصل الداء. هناك من يتهجّم على الصرح البطريركي، يستخفّ بدور الموارنة، ويشكّك في عبارة «مجد لبنان أُعطي له» معتبرًا إياها لقبًا زمنيًا أو امتيازًا دنيويًا. لكن الحقيقة أنّ هذه الهجمات ليست بريئة، بل تلتقي مع مشاريع قديمة–جديدة هدفها تفريغ لبنان من معناه، وتشويه هويته، وضرب رسالته. فحين يُسقطون من حسابهم البعد الروحي لهذه العبارة، إنما يحاولون نزع لبنان من جذوره وإلغاء دوره كأرض مكرّسة للمسيح.
حين نقرأ في سفر أشعيا (35: 2): «مجد لبنان أُعطي له»، ندرك أن المقصود أولًا وأساسًا هو الرب يسوع المسيح. فالمجد ليس للطبيعة وحدها ولا للبشر، بل للمسيح الذي به وُجد كل شيء، وبه يتجدّد لبنان ويزهر رغم جراحه. هذه الآية ليست وصفًا شاعريًا، بل نبوءة لاهوتية عميقة تعلن أنّ لبنان ومجده قد وُهِبا للرب وحده.
ومنذ القرن السابع عشر، تلقّف الموارنة هذه النبوءة وجعلوها تاجًا على رأس بطريركهم. ومع البطريرك يوسف حبيش في القرن التاسع عشر، ثُبّتت هذه العبارة في الطقوس والصلوات، وصارت تُقال عند انتخاب بطريرك جديد كأنها ختم سماوي على رسالته: إنك لست فقط رئيسًا روحيًا، بل حامل مجد لبنان في روحك وصليبك وشهادتك.
لكن في جوهرها، هذه الكلمات لا تمنح البطريرك مجدًا بشريًا، بل تكشف أن البطريرك هو شاهد للمجد الذي يخص المسيح وحده. عندما يقال للبطريرك «مجد لبنان أُعطي له»، فالمقصود أن الكنيسة المارونية، بشعبها وإيمانها، تكرّس لبنان لمسيحه، وتُعلن أن المجد ليس قوة زمنية ولا سلطة أرضية، بل حضور الله الذي لا يزول.
هكذا أصبح هذا اللقب، على مرّ العصور، هوية روحية ووطنية معًا: لبنان في معناه الأعمق هو أرض المسيح، والبطريرك هو الحارس والشاهد، والموارنة هم الشعب الذي اختار أن يعلن أمام الأمم أنّ مجد لبنان هو للرب، له وحده الكرامة والمجد إلى الأبد.
الفرد بارود
الصورة: mac-mcdade-_8sZ4wL-fdY-unsplash













Comments