top of page

من الصخور صعدوا... الموارنة وحضارة الأديرة الصامدة



مارونايت نيوز - لم يحمل الموارنة سيفًا، ولم يبنوا أسوارًا عالية ولا أبراجًا شاهقة، بل بنوا ما هو أعمق من الحجر... بنوا أديرة صامدة في قلب الجبل. هناك، حيث لا يصل الطغاة ولا تسمع جلبة المدن، وُلدت حضارة فريدة اسمها الكنيسة المارونية.

في قنوبين، جلس البطاركة في مغاراتٍ تقطر صمتًا وصلوات.في سيدة حقل العز، رُفعت الأيادي طلبًا للنِعمة وسط قساوة الشتاء.في دير مار أنطونيوس قزحيا، نُسخت المخطوطات وسُطّرت الحكمة،وفي عنّايا، سجدت الأرض حول جسد قديس حيّ اسمه شربل.



لم تكن الأديرة فقط معاقل إيمان، بل مدارس علم وتربية ومقاومة. كل قرية مارونية فيها كنيسة، وكل بيت فيها خبّأ أيقونة وصلّى، وكل طفل فيها ترنّم بالسريانية قبل أن يعرف لغته اليومية.

هذه ليست صدفة تاريخية، بل مشروع إلهي بُني على الإيمان والصبر.حضارة الموارنة لم تُفرض، بل نبتت... من التراب، من الدمع، ومن القداسة.

واليوم، في زمن يركض فيه العالم نحو المجهول، لا بدّ من العودة إلى تلك المدرسة الجبلية الصامتة، التي تعلّمنا أن الحضارة لا تحتاج إلى مظاهر، بل إلى جذور عميقة لا تقتلعها العواصف.

الفرد بارود

Kommentare

Mit 0 von 5 Sternen bewertet.
Noch keine Ratings

Rating hinzufügen
bottom of page