top of page

من بعبدا... كلام يعيدنا إلى زمن الاحتلال

ree

مارونايت نيوز - ما قاله توم باراك بالأمس في قصر بعبدا لا يختلف كثيرًا عمّا كان يقوله رجال الاحتلال السوري للبنانيين. الفرق أنّ الأبشع جاء هذه المرّة من قلب القصر الجمهوري، أعلى مرجعية للدولة. فهل نطق هكذا عن عبث؟ ممثل أكبر دولة في العالم يتخاطب معنا كأنه جندي في جيش الاحتلال! هل هي صدفة؟ كلا. وإن لم تكن صدفة، فهي علامة على انحطاط أخلاقي خطير في السياسات الأمريكية.

الأخطر أنّ كلامه لم يكن مجرد زلّة لسان، بل يمكن تفسيره كـ تمريرة ديبلوماسية إلى إيران، تُمنح على طبق من فضة. فبهذا الخطاب المهين، قدّم باراك للحزب خدمة لا تقدَّر بثمن: حجّة يتلطّى خلفها ليبرّر تشبّثه بسلاحه ويقلب الرأي العام عبر استغلال انعدام الأخلاق في التخاطب الرسمي.

ونحن نرفض أن يتعامل معنا أحد بهذا الأسلوب. نحن شعب مات ألف مرة وقام ألف مرة. من لا يحترمنا لا مكان له بيننا.

الصفات التي أطلقها باراك على الصحافيين تنطبق أكثر على واقع الغرب نفسه، وعلى رأسه أمريكا، حيث يرى العالم يوميًا الانحراف الأخلاقي والتدني في القيم. يشيطنون الآخرين باسم الحرية والديمقراطية، بينما يغطّون قبحهم بورق ملون اسمه الدولار.

نحن نطالب بـ اعتذار رسمي من الإدارة الأمريكية، ونطالب بتوقيف الصحافيين الذين يلعبون على الكلام لتغيير الحقيقة، فهؤلاء عملاء لأمريكا تمامًا كحلفاء إيران. الاثنان لا يعنيهما لبنان كوطن بل كساحة لتصفية صراعات مشغّليهم. لا يُعقل أن يحاول السفهاء إقناعنا بغير ما سمعت آذاننا ورأته عيوننا. لقد وصل الكذب إلى درجة تكذيب الحواس والعقل وما هو ثابت بالصوت والصورة. وعلى الإدارة الأمريكية أن تعتذر، وإلا فهي تتبنى هذا المستوى المنحط من التخاطب مع من تسمّيهم "حلفاءها".

من لا يحترمنا فهو ليس مكرّمًا عندنا وهو غير مرغوب به. كرامتنا أغلى من كل شيء، وليست للبيع! كما أنّ لبنان ليس للبيع.


الفرد بارود

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page