من تراب الشرف إلى حلم الدولة... عيد الجيش رسالة أمل لا تنكسر
- Alfred Baroud الفرد بارود
- 1 day ago
- 2 min read

مارونايت نيوز - لبنان - منذ أن وُلد الجيش اللبناني في الأوّل من آب عام 1945، لم يكن مجرّد مؤسسة عسكرية بل كان تجسيداً لأحلام شعب يخرج من الانتداب إلى السيادة، ومن التبعية إلى الكيان. تشكّلت نواته الأولى من أفواج لبنانية كانت ضمن الجيش الفرنسي، وما لبث أن استقلّ بقيادة العميد فؤاد شهاب، ليصبح الحارس الأول للجمهورية الفتيّة.
خاض هذا الجيش معارك كثيرة، بعضها على الحدود، وبعضها في القلب. من حرب 1948 دفاعاً عن فلسطين، إلى التصدي للاجتياح الإسرائيلي عام 1982، مروراً بمواجهات مع الميليشيات والفوضى في الحرب الأهلية، ثم معارك نهر البارد والإرهاب في الشمال والشرق، كان الجيش دائماً الحصن الأخير حين تتساقط الأقنعة وتسقط المؤسسات. لم يُهزم رغم الجراح، بل كتب اسمه بالعرق والدم على تراب الوطن.
لكن عيد الجيش اليوم ليس فقط استذكاراً للماضي، بل طرحٌ مؤلم للسؤال: ماذا نريد من هذا الجيش؟ وماذا ينتظر منه اللبنانيون الذين يعيشون وسط الفقر والانهيار والغربة عن دولة تخلّت عن دورها؟
نحن اليوم لا نطلب من الجيش المعجزات، بل نطلب منه أن يبقى كما عهدناه: فوق الانقسام، حامياً للجميع، لا أداة بيد أحد. نريده أن يكون بداية التوازن، بداية العدالة، بداية السيادة. فحين تحتكر الدولة وحدها قرار السلاح، يبدأ الأمل بقيامة الجمهورية الحقيقية. حين يكون الجيش هو من يرسم خطوط الأمن، لا الميليشيات ولا السلاح غير الشرعي، يشعر المواطن بأنّه ليس مكشوفاً على مصيره.
لبنان لن يبنى بالكلام. ولن تقوم له دولة في ظل الانقسام والفساد والسلاح الموازي. والجيش، رغم كل شيء، ما زال المؤسسة الوحيدة التي لم تنهَر. ثقة الناس به ليست صدفة، بل نتيجة ثباته في زمن الانهيارات.
في عيد الجيش، نكتب له هذه الكلمات لا فقط تحية، بل رجاء. أن يبقى لنا. أن يحمي من تبقّى في هذا الوطن، ومن يحلم بالعودة إليه. أن يكون هو الشرارة الأولى التي تعيد رسم ملامح الدولة، لا بالدبابات، بل بالثبات.
كل عام وجيش لبنان صامد، شريف، جامع، منتصر على كل حروب الداخل والخارج. وكل عام ونحن نحلم بوطن يُشبِه جنوده: صادق، متعب، ولكن لا ينهار.
الفرد بارود
Comments