لبنان في الكتاب المقدّس: وطنٌ من فجر التاريخ
- Alfred Baroud الفرد بارود

- Nov 7
- 2 min read
لبنان في الكتاب المقدّس: وطنٌ من فجر التاريخ
أرض الأرز في نصوص الوحي الإلهي: بين التاريخ والرمز
بقلم ألفرد بارود (Alfred Baroud)

مارونايت نيوز - لبنان ليس مجرّد اسمٍ على خريطةٍ حديثة، بل هو حضورٌ ضاربٌ في عمق التاريخ، محفورٌ في ذاكرة الوحي الإلهي منذ فجر الأزمنة. فمنذ أن رفع موسى نظره نحو الأرض الموعودة، كان يرى في الأفق جبلاً شامخًا يلمع تحت الشمس: جبل لبنان. يقول سفر التثنية (3:25): «دعني أَعْبُر فأرى الأرض الصالحة التي في عبر الأردن، هذا الجبل الجيّد ولبنان.» هذه الكلمات تكشف أنّ لبنان لم يكن مجرّد منطقةٍ مجهولة، بل أرضًا معروفة ومميّزة منذ آلاف السنين قبل الميلاد.
في صفحات الكتاب المقدّس، يُذكر لبنان أكثر من سبعين مرّة، كرمزٍ للجمال والقداسة والثبات. فالنبيّ داود يُشبّه الصدّيق بالأرز اللبناني فيقول (مزمور 92:12): «الصِّدِّيق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو.» والملك سليمان، في نشيد الأنشاد، يصف لبنان كعروسٍ تفوح منها رائحة القداسة والجمال: (نشيد الأنشاد 4:8) «اخرجي معي من لبنان، يا عروس، معي من لبنان.» أمّا النبيّ إشعياء فيُعطي لمجد لبنان بعدًا سماويًا حين يقول (35:2): «يُعطى مجد لبنان، بهاء كرمل وشارون.»
في صفحات الكتاب المقدّس، يُذكر لبنان أكثر من سبعين مرّة، كرمزٍ للجمال والقداسة والثبات.
هذه الآيات ليست مجرّد إشاراتٍ شعرية، بل دلائل على أنّ لبنان كان — منذ العصور القديمة — بلداً قائماً، له جباله وشعبه وأرضه المزدهرة. كان مذكورًا في نصوصٍ وحييّة حين لم تكن دول كثيرة قد وُجدت بعد. لذلك، يُمكن القول إنّ لبنان ليس فقط جزءًا من التاريخ المقدّس، بل شاهدًا عليه.
لبنان الكتاب المقدّس هو أكثر من جغرافيا: هو رمزٌ للسموّ الروحي، للجمال الذي لا يذبل، وللجذور العميقة التي لا تنكسر رغم العواصف. فكما بقي الأرز شامخًا على مرّ القرون، بقي لبنان شاهدًا على الإيمان، يرفع أغصانه نحو السماء، متّحدًا بين ترابه وقداسته.
واليوم، في عالمٍ تتبدّل فيه الهويّات وتضيع فيه الثوابت، يبقى لبنان مدعوًّا لأن يستعيد دوره الرسوليّ، كأرضٍ وُلد فيها الشهداء والقدّيسون، وكوطنٍ يذكّر الشعوب بأنّ الإيمان لا يُقاس بالمساحة، بل بالرسالة. فلبنان الذي عرفه موسى وداود وسليمان هو ذاته لبنان الذي ما زال يحمل في قلبه نداء الله إلى الحرّية والقداسة، من جبال الأرز إلى قلوب المؤمنين الذين ما زالوا يرونه أرض الله منذ الأزل وإلى الأبد.
الفرد بارود














Comments